زاهر وشوبير ومرتضى.. مسلسل خادش للحياء العام!

أكتوبر 2009:
أحمد جلال

--------------------------------------------------------------------------------

وسط فعاليات كأس العالم للشباب التى تستضيفها مصر تدور أحداث سيناريو مسلسل محبوك درامياً بشكل يفوق بكثير ما شاهدناه على شاشات الفضائيات فى شهر رمضان.. الأحداث الساخنة بطولة أسماء كبيرة، ورغم أن الصراع بينها يبدو مكرراً، إلا أن التفاصيل هذه المرة مختلفة والنسيج الدرامى مشوق ومثير ويكشف عن مهارات رائعة تعكس القدرة على التسييس والتحالف.

أحمد شوبير ومرتضى منصور وسمير زاهر.. ثلاث شخصيات رياضية مثيرة للجدل يحتدم الصراع بين بعضهم أحيانا، لكنهم تلاقوا هذه المرة فى سيناريو يحمل دلالات ذات مغزى بصورة أدت إلى تحالف مرتضى وزاهر ضد شوبير الذى بات هدفاً لنيران كلا الرجلين، وإن كان مرتضى يعلن ذلك صراحة منذ أن ترشح لرئاسة مجلس إدارة الزمالك فى الانتخابات التى لم يحالفه فيها التوفيق، وقرر على طريقته فتح ملفات شوبير الذى ساند ممدوح عباس منافسه اللدود.. فإن سمير زاهر كان كعادته يسخر أسلحته الخاصة لردع شوبير من دون أن يظهر فى الصورة مباشرة.. وذلك عقابا لشوبير على محاولاته المستمرة النبش فى سياسات اتحاد الكرة، وسعيه وراء كشف أساليب تجنيد بعض الإعلاميين وتحديداً الصحفيين بصورة ما، أو بأخرى ضمن حاشية سلطان الجبلاية!

أحمد شوبير الذى اعترف قبل حوالى شهر تقريباً للزميل خيرى رمضان فى برنامج «البيت بيتك» بأنه لا يتوانى عن استغلال برنامجه التليفزيونى أو عموده الصحفى فى "المصرى اليوم" أو رئاسته للقسم الرياضى فى صحيفة "الفجر" لتحقيق أهدافه الشخصية "طالما أنه على حق"، حسب قوله، كان بالفعل قد شرع فى شن حملة ضد سمير زاهر بدأها فى ختام حلقة "البيت بيتك" التى تمت استضافته فيها وسأل زاهر عبر شاشة التليفزيون المصري: هل ستقدم استقالتك من رئاسة اتحاد الكرة إذا فشل منتخب مصر فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا؟

وتبعه بمقال صحفى فى "المصرى اليوم" حول تعيين بعض الإعلاميين فى موقع اتحاد الكرة الإلكترونى بمبالغ مالية تتراوح بين 5و6 آلاف جنيه من دون أن يتطرق إلى الأسماء ملمحاً إلى أن الأمر ينطوى على مجاملات صارخة.. ثم واصل الحملة فى برنامجه التليفزيونى بقناة "الحياة" معلناً أن زاهر ورفاقه يتهربون بذكاء متناهٍ من كل أزمة داخل اتحاد الكرة بإعلاء شعار "لا صوت يعلو فوق صوت كأس العالم".

تحركات شوبير وإن كانت فى مجملها تصب فى خانة المصلحة الشخصية، باعتباره يستعد لخوض معركة الانتخابات بالجبلاية على مقعد الرئاسة، حال تنحى زاهر وإنهاء ولايته، إلا أنها أيضاً مغلفة بغطاء المصلحة العامة لكنها أيضاً تدعو للتساؤل: إذن لماذا صمت عن المجاملات الصارخة للإعلاميين حين كان فى موقع المسئولية كنائب لرئيس اتحاد الكرة، ولماذا لم يذكر الأسماء التى يتحدث عنها طالما أنه قرر خوض المعركة؟!

أما سمير زاهر الذى أدرك مغزى ما يفعله شوبير منذ أن فشلت خطة تجنيده فى الجبلاية عبر منصب مستشار رئيس اتحاد الكرة، فقد أطلق "لأصدقائه" الإعلاميين شارة فتح النار على شوبير، تماماً مثلما حدث مع هانى أبوريدة الذى قدم استقالته وجمدها مؤقتاً لحين انتهاء كأس العالم للشباب.

واستثمر زاهر السياسى الداهية خلاف مرتضى منصور المزمن مع شوبير ليعقد تحالفاً وطيداً مع رئيس الزمالك الأسبق.. وهو تحالف يستهدف استثمار حملة فتح الملفات التى يستهوى مرتضى إشهارها دائماً وأبداً فى وجه خصومه وكان آخرها ما أعلنه عن وجود "CD" غير لائق لشوبير يتضمن عبارات قال إنها خادشة للحياء وأرفق هذا المستند الإلكترونى ضمن دفوعه فى دعوى بمنع بث قناة "الحياة".

وكالعادة قام حلفاء زاهر الإعلاميون بالدور المطلوب ونشروا حكاية ال CD ليقدموا سقطة جديدة، تعكس كونهم مجرد أداة فى يد مصادرهم يوجهونها حين يشاءون، ليردوا بذلك واحدة من «الجمايل» العديدة لزاهر، الذى تلاقت رغبته مع رغبة مرتضى فى منع بث قناة "الحياة".. وإقصاء شوبير نفسه عن "الحياة العامة»، وبدا الأمر وكأنه خدمة يقدمها زاهر بدوره إلى مرتضى الذى كان قد سانده فى الأزمة التى تعرض لها قبل ساعات من انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة حين أعد له التكييف القانونى لإعادته إلى كشوف الانتخابات بعد أن تسبب تخبط اللجنة القانونية فى الجبلاية إلى استبعاده من قوائم المرشحين فى وقت قاتل.

وهكذا دارت رحى الصراع بين شوبير من جهة وزاهر ومرتضى من جهة أخري، ومن المنتظر أن يكشف أبطال هذا المسلسل عن العديد من التفاصيل المثيرة خلال الأيام المقبلة، لاسيما أن طبيعة سمير زاهر "السياسية" تميل إلى تكسير عظام منافسه دون سحقها على أن يسارع هو بنفسه إلى تضميدها ليظهر فى صورة الملاك البرئ،، مثلما فعل الآن حين أرسل بعض أعوانه لعقد هدنة مع شوبير لاحتواء الموقف بعد نجاح ضربة ال CD فى إثارة القلاقل حول شوبر.

هذا المسلسل الدرامى يستحق بالفعل أن يكون الأفضل هذا العام رغم أن معظم أحداثه كانت خارج شهر رمضان لكنها فى النهاية تكشف عورات الوسط الرياضى فى مصر لأنه بالفعل مسلسل خادش للحياء العام.

galalforever@yahoo.com
مدير تحرير جريدة "شووت" المصرية